الخميس، 18 ديسمبر 2014

الأرض " حماية للمزارع من الخسارة وربح اقتصادي "للضامن"

غزة- وكالات
يعد تضمين الأراضي الزراعية رافدا اقتصاديا للمزارعينوعائلاتهم ، ويحقق ربحا اقتصاديا
مريحا للضامن كما يؤكد المزارعون وتضمن للمزارع أنيحصل على هامش ربح دون أن يقع في فخ الخسارةوالتلاعب من قبل التجار في الأسواق .

للاستئجار محاذير
بدوره بين "أبو أشم الريسصاحب أرض زراعية أن تضمين المحصول أفضل لصاحب الأرض من تأجيرها لشخص يقوم بزراعتها، لأن الاستئجار له محاذير قانونية، قد يستولي
المستأجر على الأرض والقانون يقف بصفه، منوها إلى أن التضمين لا يتم إلا على المساحاتالزراعية الكبيرة.
وأشار الريس الذي يعمل مهندسا زراعيا إلى أنه يستأجر مزارعين يقومون بالاعتناء
بأشجار الحمضيات والزيتون ومحاصيل أخرى، وقبل القطاف يوكل مهمة تسويق محصوله لـ"ضامنأراض، لأنه يمتلك أرضاً بمساحة كبيرة تطرح كميات كبيرة من الحمضيات
الزيتون، ولا يمتلك خبرة في تسويق هذه الكميات.
وقال صاحب الأرض مخير بين أن "يُضمنمحصوله، وبين أن يبيعه بنفسه، التضمين هومشكلة ذو حدين أن مالك الأرض لا يمتلك دراية بالبيع وبخفايا الأسواق ويمكن أن يبيعمنتجه بسعر بخس، فالمزارع كونه ليس بتاجر فإن معلومات السوق محجوبة عنه ".وأضاف الريس :" ولكن في بعض الأحيان الأسعار التي يعرضها الضامن على المزارع بخسةفيضطر المزارع إلى أن يقوم بالمخاطرة ويبيع محصوله بنفسه". والزراعة بالنسبة للريسكما قال له يوما أحد أعمامه الزراعة طول عمرها "بتستر ما بتغنيبمعنى أن المزارع يزرعأرضه كنوع من التشبث والارتباط بأرضه وليس للغنى.
التضمين والأمان
ونوه إلى أن أصحاب الأراضي يفضلون تضمين أراضيهم وتحاشي المخاطرة من باب"أعطي العيش لخبازه"، لأن التاجر يدفع ثمن المحصول دفعة واحدة، وبذلك يضمن حقه،سواء ربح الضامن في المحصول أم خسر.
وأوضح أن الضامن يستلم الأرض الزراعية قبل شهر من نضوج المحصول، ويتحمل
كافة التكاليف من قطف وتعبئة المحصول ونقله في سيارات.
وبين الريس أنه قام بتضمين محصول الزيتون هذا العام، وأنه لم يحقق ربحا بل غطى بيعهتكاليف زراعته فقط وعلى حد وصفه "المصاري إجت الراس في الطاقية"، مشيرا إلى أنالضامن يحقق أرباحا أكثر من المزارع صاحب الأرض.
وأشار إلى أن الضامن قام بعصر الزيتون وتحويله إلى زيت بدلا من بيعه حبا، وبذلك حققله ربحا أعلى لأن زيت الزيتون سعره أعلى من الزيتون الحب ، مستدركا بالقول:" ما فعلهالضامن هو الصواب، وقراره بعصر الزيتون نتيجة خبرته ودرايته في السوق لأن حملأشجار الزيتون هذا العام أقل من العام الماضي".
خبرة كبيرة
بدوره ، بين التاجر وائل فتوح أن تضمين المحصول يتوقف على مساحة الأرض الزراعية
وكمية الثمر وحجمه، بحيث لا يتم إغفال العرض والطلب في الأسواق على المحصول،
وبالتالي يختلف سعر التضمين. وأوضح فتوح الذي يعمل كضامن لمحصولي الحمضياتوالزيتون أن الضامن مسئول عن كل شيء يتعلق بتسويق المحصول، وصاحب الأرضيتحمل تكاليف ري الأرض فقط.
وأشار إلى أنه كضامن يستلم الأرض قبل نضوج محصولها وإنزالها على السوق بشهر، لافتاإلى أن الفائدة التي تعود على الضامن تتوقف على السوق والإنتاج وحجم الثمر وجودته،وعدم وجود مضاربة المحصول المستورد للمحلي.
ولفت فتوح إلى أن الضامن معرض للخسارة في حال تلف المحصول، وتعرض محصوله
لمضاربة كبيرة في السوق من المستورد وافتقاده للخبرة في تقدير كمية المحصول والأرباحالتي قد يحققها، مشيرا إلى أنه تعرض لخسارة فادحة تقدر ب 144 ألف دينار أردني العامالماضي بسبب إغراق الأسواق بالحمضيات المصرية التي تم إدخالها عبر الأنفاق.
ونوه إلى أن أصحاب الأراضي يفضلون تضمين أراضيهم، لأنها الطريقة الأسهل والأكثر راحةلهم والأسلم من الخسارة، وباعتبار أن الضامن يمتلك خبرة في تسويق المحصول أكثر منالمزارع.
وفي معرض رده على سؤال عن الشروط التي يجب أن تتوفر في الضامن، أجاب فتوح :"في
ظل أوضاع غزة الاقتصادية الحالية الصعبة، من يمتلك المال يستطع أن يكون ضامنا،
ولكن نجاحه يتوقف على خبرته في تقدير كمية المحصول والأرباح التي سيحققها، وخفاياالأسواق".
وبين أن تسويق المحصول لا يتم بعرضه مباشرة في الأسواق، بل يتم فرزه (بره) ويتم
تصنيف الثمار حسب جودتها، والفئة الأكثر جودة يتم تسويقها لمحلات السوبرماركت
ومحال بيع الفواكه الراقية، وأما الثمار الأقل جودة تعرض في سوق الزاوية، ومن ثم تسوقالثمار منخفضة الجودة في سوق فراس وعربات البيع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق