الخميس، 27 ديسمبر 2012

غُربة .. خواطر مُغترب في طلب العلم

هُناك .. ادركت خُطورة العلم .. حتى كِدت أعلن إكتشافاً خطيراً يُدعى ( لعنة العلم ) ، وبقدر ما انتظرت لقاؤها ، بقدر ما كرهته ،، تلك الموظفة التي ابت إلا ان تُبهدلني ، لماذا ؟ لأنني تأخرت عنها ثانية او ثانيتين ،، وبسبب من ؟ بسبب زميلها !! فلم يشفع لي إستيقاظي المُبكر ولا الوصول قبل ان تفتح مكتبها بنصف ساعة ، تلك الموظفة جعلتني
أشعر وكأنني في حضرة فرعون لا موظفة ،، لا شك أنها تتخيل نفسها ( إله الطموحات ) ، فهي ، موظفة مكتب الأجانب ،، بيدها أن تمنح من تُريد الإقامة في بلادها ، بسهولة .. وبيدها .. ان تسحقه ، وتجعله يلعن اليوم الذي قرر ان يُغادر فيها وطنه ، بل وتسحق طُموحاته بكُل بساطة ،، فأسئلتها التي تجعل الواحد يتخيّل وكأنه في جلسة تحقيق بوليسية ، مقدور عليها رغم الرائحة النتنة التي تفوح منها ، رائحة البيروقراطية ، لعنة الله عليها ،، لماذا فعلت كذا .. وهل تظن الدنيا لعبة ؟ لماذا لم تُحضر الورقة الفُلانية ؟ ويلها من موظفة ، تظنني شحاذاً على مشارف بيتها ؟ كم نصيب حضرتها من العلم ؟ اشك انها تفقه من الحياة اكثر من ( فن تعذيب العِباد ) كـ فرعون تماماً .. لا شك انها إنتظرتني كما إنتظرتها ، ولكن لتعذبني ،، كُنت اتأمل ملامحها جيداً وهي تقوم عن مكتبها ، تنسح الورقة الفُلانية .. وتعود .. وتتأمل ورقة أخرى جالسة ً مُتمعنة .. وقبلي يخفق كُل مرة اكثر ، حتى يكاد يفضحني .. لازمني إحساس بأنها تبحث عن زلة ما بين الأوراق ، وصدق حدسي ، هناك ، في أوراقي البنكية وجدت مُرادها ،، فلم يُعجبها رصيدي .. فقد كان من 3 خانات ، أي ما يكفيني وزيادة ، إلا ان في شريعة البيروقراطية كُل شيء جائز .. فقد هدّأت من نبرة صوتها ، وبكل نُعومة ولطافة ، مع إبتسامة لطيفة ، طلبت مني ان يكون في حسابي 5 خانات ، وكأن العلم ، لأبناء الملوك فقط !!


بقلم ،،
عُمر عاصي
طالب علم في المانيا !
- للعلم تُجربتي مع مكتب الأجانب عادة ما يكون سيئاً ،، للأسف .. وليتها المرة الاولى .. ولكنها ليست كذلك .. وقررت ان اكتب عن هذه التجربة ، لأن كثيرون من الطلاب يُنضالون ويتعذبون من اجل الإقامة ، وعلى كل نسال الله التيسر ، والحمدلله على كُل حال !! -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق